في رسالة من المنفى.. اللاجئة وعد الخطيب: سنعود مجدداً لبناء سوريا

في رسالة من المنفى.. اللاجئة وعد الخطيب: سنعود مجدداً لبناء سوريا
المخرجة السورية وعد الخطيب تقف أمام مبنى مدمر في سوريا أثناء وجودها هناك قبل عام 2016- أرشيف

بعد سنوات من النضال والتوثيق والعيش في المنفى، وجدت المخرجة السورية وعد الخطيب نفسها أمام واقع لم تكن تتخيله يومًا.. سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، هذا التحول المفاجئ منحها، كما تقول، فرصة للعودة إلى سوريا، لكنها ما تزال تتعامل مع صدمة الحلم الذي صار حقيقة.

تحدثت الخطيب في حوار مع أخبار الأمم المتحدة نشر، اليوم السبت، عن مشاعرها تجاه المرحلة الجديدة في سوريا، وعن أهمية تحقيق العدالة الانتقالية، ودور السوريين في إعادة بناء وطنهم.

تصف وعد الخطيب حالتها، قائلة: "نحن في قمة السعادة، لكن الأمر يبدو غير حقيقي، لقد قضينا سنوات نظن أن هذا اليوم لن يأتي، وفجأة، حدث ذلك دون أي مؤشر لم نكن مستعدين، لكن هذا لا يهم، لقد حدث، ونحن سعداء للغاية."

لكن إلى جانب الفرح، هناك حزن وألم متراكم من سنوات الحرب والتهجير، حيث تضيف: “ما زلت أسأل نفسي، هل هذا حقيقي؟ هل أنا في حلم طويل وجميل؟”

ورغم أنها ما تزال غير قادرة على العودة بسبب وضعها كلاجئة، فإنها تتواصل مع أقاربها في سوريا، وتتابع المستجدات عبر والديها الذين عادوا في يناير، تصف الوضع قائلة: "البلد منهك، الاقتصاد في حالة سيئة، الكهرباء والماء مقطوعان، لكن هناك شعور لا يمكن إنكاره بأنها بداية جديدة."

النضال بالكاميرا

استعادت الخطيب لحظات صعبة من فترة الحصار في حلب، حين وثقت معاناة المدنيين في فيلمها "من أجل سما"، لكنها تصف لحظة التهجير القسري بأنها الأصعب: "أن يُطرد الإنسان من وطنه، من منزله، ومن المستشفى الذي كان زوجي يعمل فيه... كان ذلك أكثر اللحظات قسوة."

الآن، باتت العودة ممكنة، حيث تقول: "عاد الكثير من معارفي، يرسلون لي صورًا من حينا والجامعة، وأنا متشوقة جدًا لأن أكون هناك بنفسي."

ورغم الفرحة، تعي الخطيب أن هناك تحديات ضخمة تنتظر السوريين، أبرزها تحقيق العدالة الانتقالية: "العدالة لا تقتصر على بشار الأسد وحده، بل تشمل كل من أمر بالقتل أو نفذه أو دعمه، سواء كانوا أفرادًا أو حكومات أجنبية."

وتؤكد أن نزع سلاح الميليشيات وبناء مؤسسات قوية هو ضرورة لضمان مستقبل مستقر، مشيرة إلى أن السوريين أمام مسؤولية كبيرة: "الآن، نحن من يتولى زمام الأمور، إنها مسؤولية ثقيلة، لكننا مستعدون لها."

رسالة للمجتمع الدولي

تخشى الخطيب من تراجع الدعم الدولي في مرحلة ما بعد سقوط النظام، خاصة مع خفض المساعدات الخارجية، تحذر قائلة: "المنظمات التي ناضلت من أجل العدالة وحماية المدنيين لأكثر من عقد من الزمن تكافح الآن من أجل البقاء."

وتشدد على أن الانتقال الناجح يجب أن يكون بقيادة سورية، بعيدًا عن الجماعات المسلحة أو التدخلات الخارجية، مطالبة المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري لتحقيق السلام والعدالة.

في الختام، تعبر وعد الخطيب عن تفاؤلها رغم كل الصعوبات، مؤكدة أن سوريا الجديدة ينبغي ألا تكون مجرد نهاية لحكم، بل بداية لمرحلة من العدالة والحرية والمساءلة.

وترى أن دورها في المرحلة المقبلة سيكون في تسليط الضوء على القصص السورية، والمساهمة في خلق حوارات داخل سوريا حول العدالة والتعافي، قائلة: “ما أريد فعله الآن هو العودة إلى سوريا لأروي قصصنا، لنستمع لبعضنا البعض، ونبدأ في بناء وطن يستحقه الجميع”.

ذكرى الثورة

يذكر أنه للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، يحيي السوريون، اليوم السبت، الذكرى الرابعة عشرة للثورة ضد نظام بشار الأسد في أجواء مختلفة، بعدما شهدت البلاد تحولًا جذريًا أدى إلى إسقاط حكم الأسد الذي استمر لعقود.

ويقود أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، إدارة البلاد كرئيس انتقالي، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة، أبرزها الوضع المعيشي المتردي، وتوترات تهدد السلم الأهلي.

وتواجه سوريا واحدة من كبريات الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يقدر عدد النازحين داخل البلاد بـ6.6 مليون شخص، فيما يعيش 7.2 مليون لاجئ في دول الجوار، ويعاني أكثر من 12.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي في ظل اقتصاد متدهور وأوضاع معيشية قاسية، ما يجعل الدعم الإنساني ضرورة ملحة لتخفيف معاناة السوريين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية